صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
إغلاق المدارس وتعطيل التعليم إنذار بكارثة على المجتمع كله
عبدالحكيم الجابري:
لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتجاهل معاناة المشتغلين في المجال التربوي والتعليمي، وهي معاناة يشتركون فيها مع جميع العاملين في القطاعات الحكومية، بل إن المعاناة المعيشية تشمل جميع فئات الشعب، بسبب انعكاسات الحرب والانهيارات الاقتصادية، وأمام هذا الوضع الكارثي الذي تمر به بلادنا، هل يتطلب منا إضافة اليه مزيد من الكوارث؟!، كتعطيل التعليم مثلا، وإغلاق المدارس في وجه أبنائنا الطلاب، لا أرى في الدعوة الى هكذا فعل إلا تخليا عن الحكمة، ناهيك عن كونه فعل غير وطني، خاصة وان الشعب يعاني الأمرّين، ولا يجوز إضافة معاناة فوق معاناته.
ان الدعوة التي تتبناها بعض المكونات ذات الصبغة السياسية، للإضراب وإغلاق المدارس، لا تدرك مدى انعكاساته السلبية على مستقبل الطلاب، والذي يجر نفسه بالتالي على مستقبل البلاد، كون هؤلاء الطلاب هم رجال الغد وعماد المستقبل، وأنّ تعطيل تعليمهم هو تعطيل لمستقبل وطن.
على المستوى المحلي، تعد حضرموت أكثر المحافظات استقرارا من حيث العملية التعليمية، كما أنها تقدم نموذجا محترما من حيث الانضباط الوظيفي في قطاع التعليم، وهي امتداد للحالة الحضارية التي عرف بها المجتمع الحضرمي، اذ تقل في مدارسنا المخالفات الإدارية، وليس لجرائم المدارس أي وجود أبدا ولله الحمد، بالمقارنة مع باقي المناطق والمحافظات، فلا تضيعوا ريادة حضرموت التي اكتسبناها ولم يوهبها لنا أحد.
في الوقت الذي نعبّر فيه عن تضامننا الكامل مع جميع المعلمين، وفي مقدمتهم المعلم الحضرمي، نطالب بأن ينال جميع حقوقه المهنية والمادية، ونحمّل الحكومة المسؤولية الكاملة عن ذلك، كما نطالب الحكومة بتحمل مسؤلياتها بالوفاء بما عليها من التزامات لمجال التعليم وخططه، الا اننا نرى في الدعوة لتعطيل التعليم واغلاق المدارس، جريمة في حق الطلاب والمجتمع، ولا يوجد أي مبرر لمثل ذلك، حتى وان كان تحت حجة مطالب حقوقية، وندعو الى أن يغلب أصحاب الدعوة للاضراب واغلاق المدارس، مصلحة حضرموت المتمثلة في مصلحة طلابها، ولا نقول ان عليهم التخلي عن مطالبهم، انما بأن يسلكون في ذلك سلوكا حضاريا، طالما وان الهدف هو إيصال رسائل للحكومة بمشروعية حقوقهم، كأن ينظمون وقفات احتجاجية وأي فعاليات سلمية، وتكثيف الجانب الاعلامي لتسليط الضوء على معاناتهم، وإن كان لابد من الاضراب، فليكن بشكل مؤقت خاصة في الحصتين الأخيرتين، شريطة أن لا يؤدي ذلك الى حدوث فاقد تعلمي، يضيع بسببه وقت على طلابنا في استكمال مقرراتهم، وأن تتم مراعاة حجم المنهج والمقررات للعام الدراسي.
