الجمعة , مايو 3 2024

رسالة الحضارم الأحرار

 

رسالة الحضارم الأحرار

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات الحاضرون جميعا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نجتمع في اقوى تحرك حضرمي سلمي منذ العام 1967 محتفلين باليوم الوطني الحضرمي ورافعين رايات وأعلام حضرموت في كل شبر من أرضها العزيزة. وما هذا اليوم إلا تتويجا وامتداد لتضحيات الحضارم وثوراتهم العديدة منذ الاحتلال اليمني الجنوبي لحضرموت في العام 1967 وما ترتب عليه من ضم قسري إلى اليمن الشمالي في العام 1990.

فحضرموت الأرض والإنسان وكما يعلم الجميع لم تكن تاريخيا جزء من الجار اليمني الجنوبي أو الشمالي، وإنما ضمت قسرا إلى هذين الكيانين.

لقد كان مخططا لحضرموت أن تنال استقلالها من المحتل البريطاني في 9 يناير 1968 لولا نكوث “بريطانيا” بهذا الاستحقاق وتسليم حضرموت للجبهة القومية في العام 1967، رغم أن وثيقة استقلال الجنوب لا تشير إلى حضرموت ابدأ.

وبهذا يتبين أن معاناة الحضارم المريرة للـ 55 سنة الماضية سببها خيانة بريطانيا للشعب الحضرمي الذي أبرمت معه اتفاقيات الحماية في الأعوام 1888 و1918 كنتيجة للظروف الجيوسياسية في ذلك الوقت. ثم نكثت بهذه الاتفاقيات وتواطأت مع الجبهة القومية لاحتلال حضرموت…

قانونيا فإن الوضع الحالي لحضرموت لا يمكن وصفه إلا بأن حضرموت واقعة تحت الاحتلال اليمني بشقيه الجنوبي والشمالي، فالمواثيق والقرارات الدولية الصادرة لتصفية الاستعمار، كلها أكدت على حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في تقرير مصيرها.. وهو مالم يحصل عليه الشعب الحضرمي عند خروج بريطانيا..!! فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان (مادة 15) والمقرر من الجمعية العامة للأمم
المتحدة بموجب القرار 217 في 10 ديسمبر 1948، اكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها ونوعية الحكم والنظام الذي ترتضيه على أراضيها. كما أن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 1514 الصادر في 14 ديسمبر 1960م أكد أيضا على الأهمية العالمية لحق تقرير المصير. ولعل اهم هذه القرارات القرار رقم 2023 الصادر في 5 نوفمبر 1965م والذي أكد على.. حق المحميات الشرقية (حضرموت) في تقرير مصيرها، وهذا ما لم يحدث إلى الآن. وكنتيجة لهذا الفشل البريطاني والدولي، فإن الشعب الحضرمي يعاني الويلات إلى اليوم!

وعليه نوجه الدعوات التالية:
1. ندعو الشعب الحضرمي العزيز إلى التوحد في المطالبة بحقه في تقرير المصير والاستقلال بموجب القرارات الدولية آنفة الذكر. كما وندعو الشعب الحضرمي العزيز إلى نبذ التبعية وان يعملوا على توثيق أواصر الأخوة والثقة فيما بينهم. فمصلحة الحضارم الحقيقة في نبذ التبعية، والتعايش مع بعض عبر الدفع بنظام حكم حضرمي عادل يحفظ حقوق الجميع ويضعهم سواسية أمام القانون.
يا أخواني وأخواتي الحضارمة، كلكم أهل بصيرة وفهم وعشتم المعاناة والظلم الذي حل بالحضارم منذ الاحتلال في 67. فكفاية تبعية للجار اليمني الجنوبي والشمالي. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. عليكم بالتوحد في كيان حضرمي أصيل وحر يدعو لتقرير المصير والاستقلال بكل وضوح ودون مؤاربة، وليكن مثلا “حركة تقرير المصير الحضرمية”.

2. بالنسبة للأخوة الأعزاء في شمال اليمن وجنوبه، فأننا ندعوهم إلى تفهم مطلب الحضارم العادل في تقرير المصير، لأن هذا المطلب لا يعني استعداءهم أو الانتقاص منهم. فالحضارم ظلموا ظلما كثير مثل الشعب اليمني. ولكن الفرق هنا أن الحضارم سلبت بلادهم في غفلة من الزمن (1967) ولم يمنحوا استقلالهم من بريطانيا في 1968. يعني هذا أن حضرموت ضمت قسرا إلى جنوب اليمن في العام 1967 ومن ثم إلى اليمن الموحد في العام 1990. فالحضارمة لم يتم استفتائهم في هذا الضم. ولذلك وبعد سنين الإقصاء والتهميش والاستغلال…، أرتفع صوت الحضارم للندية وتقرير المصير. وهذا ينبغي أن لا يزعج أحد أو يحدث عداوة. هذا حق مكفول في كل الشرائع. وفي كل الأحوال، الحضارم مرحبين بالجميع في ظل منحهم حقهم المشروع في السيادة على أرضهم وإدارتها في كل الجوانب. وستبقى أواصر الأخوة متجاوزة للتوجهات السياسية والحقوقية.

3. ندعو المجتمع الدولي والإقليمي وعلى راسهم الأمم المتحدة إلى تمكين الشعب الحضرمي من استفتاء تقرير المصير بموجب قرار الجمعية العمومية رقم 2023 الصادر في 5 نوفمبر 1965م. كما وندعوهم إلى إدانة بريطانيا وتحميلها المسؤولية الكاملة لما سببته من معاناة للشعب الحضرمي، كنتيجة لإخلالها بالقرارات الدولية المتعلقة بحق تقرير المصير، وباتفاقيات الحماية الموقعة مع السلطات الحضرمية في الأعوام 1888 و1918. وهي دعوة أيضا إلى إدانة الأنظمة التي تعاقبت على حكم حضرموت منذ العام 1967.

حفظ الله حضرموت ونصرها على ظالميها.

الأستاذ: عبدالله بالرواس الكثيري
20 ديسمبر 2022
سيئون، حضرموت

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *