الثلاثاء , مايو 21 2024

في ذكرى11 فبراير الـ(12): -كيف كنّا وأين أصبحنا ؟!

 

في ذكرى11 فبراير الـ(12):

-كيف كنّا وأين أصبحنا ؟!

 

بقلم : أحمد بن زيدان

إنَّ الجنوحَ إلى التقييم الموضوعي لكلِّ أمر ذي بال أو ذكرى مناسبة ما كهذه في حياتنا أعدّه جزءاً من منهج وجودنا، كما هو أداة بمناهج البحث العلمي يجب سلوكه وأولى بالاهتمام، وصولاً للحقِّ و الحقيقة وهذا دأبٌ سلكته خلال حياتي العلمية والعملية ولعلَّ طلبتي بثانوية سيئون يتذكرون ما طالبتهم التعبير عنه في ذكرى الثورة اليمنية، إذ مرت بلادنا بمفترق طُرقٍ مع احتراب عام 1994م«ماذا تبقى من أهداف الثورة؟؟» وقد توصّل غالبيتهم في تقييم أهدافها الستة على واقعنا تكاد نتجيتها أن تكون صفرية!!، فهل محصلة تقييم القارئ الموضوعي، لأحداث أزمة2011م التي يسميها قادتها وشبابها«بثورة»،بينما يصفها المعارضون لها«بنكبة»ليضعها في ميزان اليوم، بذكراها الـ(12):كيف كنّا و أين أصبحنا؟!
كمحطاتِ إنجازاتٍ محققة أم نتائج كارثية !؟!

فبالعقل والمنطق وللنظرة الموضوعية يجب أن يخضع ويحتكم الجميع إلى نتائج التقييم، ليحدد مسار مستقبل جيل اليوم والغد، لا أن يبقى يبرر ويحمّل فشله لغيره أو للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أسمتها(أزمة سياسية) والحق بائن ويرجعنا إلى استثمارات متصدِّريها الذين هربوا للخارج و تركوا الشباب المغرر بهم يواجهون مع جموع شعبنا ساحات الوغى!! والكل ضحية صراع الحمران!! على السلطة و الثروة، فاختلاف تربية وحكمة جيل الآباء و طموح و طيش بعض الأبناء لأسرتي الزعيم علي عبدالله صالح والشيخ/عبدالله حسين الأحمر كان السبب الظاهري وإن كان المخطط الصهيو-أمريكي هو العامل الأول الخفي؛ إذ شاهدنا عبر قناة الجزيرة إنطلاق أول شرارة تحريض بها واستقواء بالقبيلة في مقابلتها مع القيادي الإخواني ورجل الأعمال/حميد عبدالله الأحمر ثم أعقبته تحريضات الإخوانية/توكل كرمان على مَن جمّعوهم مِن شباب غرروا بهم في ساحتي جامعة صنعاء ومدينة تعز وغالبيتهم من حزبهم وقد سيطروا على منصتها وحازوا على السبق بوسائل الإعلام وكمحللين فيها، حتى جاءهم مفتي الجماعة الشيخ/عبدالمجيد الزنداني الذي انتظر الزعيم والشعب نتجية تحكيمه لكتاب الله فيما حصل، إذ فأجأ الجميع بتلك الساحة بتشجيعهم نحو الاستمرار بقوله الشهير(لقد احرجتمونا!!) وإن أنسى..فلن أنسى نشوة انتصار جاري الخطيب وتجلي ثمرة ثورتهم وعنوان تغييرهم الذي صدح به من أعلى منبره وصدّع أسماعنا والمُصلّين لتكراره مراراً: (فالإسلامُ آتٍ،بلاريب !؟!)، عقب ما أسموها«جمعة الكرامة» وكأنَّ رسالة وعهد آخر الرُّسل محمد، صلى الله عليه وسلم، لم تتم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، بل سنشهده ونهتدي إليه على يد جماعته وثورتهم المباركة!

فالمحصلة القائمة أمامنا، فعلاً،أكثر من صفرية -بشتائها القارس وحتى بخريفها!!- وكارثية المعنى والدلالة، فلنتعظ وننهض جميعاً، لطي صفحتها و تجاوز آثارها السلبية، لمن يسعى للحق والوثوب من كبوتها القاتلة لشعبنا والنهوض بأنفسهم، فضلاً عن أهلهم وعامة الناس المثقلين بالهموم والثكالى، فالجميع لا يختلف على سمو غايتهم وإنّما على وسيلة انجازها وتبقى منشودة من قوانا الوطنية..

وهذه المترتبات الكارثية عايشها شعبنا الطيب الصابر ولمس آثارها منذُ أول انقلاب إخواني على الشرعية الدستورية عام2011م و ما أعقبه من انقلاب الباغي الحوثي-وهو الأسوأ- وغيره من تمرد على النظام و الدولة -هنا و هناك- فليتهم نادوا جميعاً بتصحيح منظومة الدولة و مسار الوحدة، بل أسقطوا الزعيم الشهيد الصالح وأحلوا عنه العهد الطالح !! فخسر شعبنا قدوة القيادة و افتقدنا السيادة و ملشنة حياة مَن وعدوهم كذباً و بهتاناً بغدٍ أفضل !!
فكيف كنّا بحقٍّ: بعهد الزعيم، مهما اتفقنا أو اختلفنا معه وبسياسته وماشابها من سلبياتٍ ومبالغته في الإنتقام ممن انقلب عليه، حتى أفتقدَ دهاءه بتسليمه الجمل بما حمل لعدوٍ لدودٍ أفقده حياته، لكن عهدَه قبل ذلك ترجم أرقاماً ومنجزاتٍ تنمويةً وأمنيةً شهدها الجميع على أرض الواقع وقد دمّر الربيع العبري و ماترتّب عنه بعضاً من بنيتها التحتية، فأين أصبحنا من ربيعهم الزائف الذي وعدوا الشعب: بغدٍ أفضل وأجمل !؟!وأين دلائل شعارهم: (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) واليمن بسبب مترتباتها تُحكم تحت البند السابع و مايزال أكثرهم يحتفلون بإصرارٍ اليوم، بذكراها الـ(12) وقد هرب قادتهم ومموليهم إلى قطر وتركيا اللتينِ رعتا مشروعهم الكارثي لتدمير اليمن السعيد وأهله الطيبين، فخذله رب العالمين الذي يمهل ولايهمل، لمخالفة الخروج أمره الناهي(واطيعوا الله و اطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) ولكل نهيٍّ رباني جزاء فـ(كيفما تكونوا يولَّى عليكم)،فبعد(12سنة) على أحداث(11فبراير)آن الأوان أن يتجاوز الجميع مترتباتها و مآسيها الإنسانية..

صحيح،إننا نلمس مؤشرات تقارب بين حزب الإصلاح وتنظيم المؤتمر الشعبي العام وبوادر تعاطي إعلامي لبعض منتسبي الإصلاح بتأييد رفع العقوبات عن الفندم السفير/أحمد علي عبدالله صالح ولعلَّهم اقتنعوا أو أجبروا، إثرَ اقتناع وتوجّه دول الإقليم ودائمي عضوية مجلس الأمن الدولي، بعودة وسطية سلطة المؤتمر التي أُسقطت منه عام2011م،أمّا مبررات ذلك فيدركها كل لبيبٍ و سياسي حصيف«إن لم يعد اليومَ بصميلهم!!،فسيعود غداً بالصندوق»وهكذا هو مفهوم السياسة، فلا عداوة دائمة، بل مصالح مشتركة متبادلة، فمِن الممكن أن يكون عدو الأمس صديقَ اليوم و الغد !!

والله يجعل في أنصارها تتجلّى التوبة الحقّة والإعتبار،كما تتجلّى بساستنا و نُخبنا(الحكمة يمانية)كقرار وأن تُنصف قضيتا الجنوب و حضرموت، وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ووثيقة مؤتمر حضرموت الجامع، بإقليم مستقل وبكامل صلاحياته مع إقرار مفاوضي الحل النهائي للأزمة والصراع اليمني وطنياً و إقليمياً ودولياً، بحقِّ تقرير مصيرهما عقب إنتهاء الدورة الأولى لدولة الأقاليم الاتحادية وحينها، ستُعدُّ ثورتنا الثالثة الحقيقية(اليمن الاتحادي ذات الأقاليم الستة وأقلها بالثالث الحضرمي..) وانتصارنا الكبير الذي يفرح ويجمع شعبنا ولا يفرقهم و ينسيهم مآسي تلك الأحداث السيئة وينعم الجميع بحياة كريمة و آمنة و مزدهرة..

ربنا يحفظ العباد و البلاد و يصلح ساستنا و شبابنا و يرشدهم للحق و جادة الصواب.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

ستظل لنا نبراسا يضيء الطريق لنا

    ستظل لنا نبراسا يضيء الطريق لنا   سيظل المناضل الحضرمي الجسور العميد ملهي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *