الثلاثاء , مايو 7 2024

قطرات من فيض رمضان ( 1 )

 

قطرات من فيض رمضان ( 1 )

✍🏻 أحمد باحمادي..

يسعدني أن أقدم للقارئ الكريم هذه القطرات المتنوعة والمفيدة التي سنستعرضها فيما يخص شتى المعارف الرمضانية راجين أن تنال القبول والنفع ..

● الصوم والشهوة :

للصوم فائدة عظيمة في قطع شهوات النفس وملذاتها خاصة عند الشباب .. ولذا فقد جعله الرسول علاجاً للشهوة في حق من لم يستطع الزواج .. فقال صلى الله عليه وسلم : « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإن أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». (متفق عليه).

● الصوم والتقرب إلى الله تعالى :

في شرعنا المطهر يُعرّف الصوم بأنه : إمساك مخصوص ( عن الطعام والشراب والشهوة ) في وقت مخصوص ( من الفجر حتى غروب الشمس ) . بنية مخصوصة ، وهي نية القربى من الله تعالى بأداء ما افترضه علينا أو ما انتدبنا إليه .. وصومُ رمضان واجبٌ؛ بالكتاب والسنة والإجماع، ففي القرآن : في قوله : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]، والسنة : قوله صلى الله عليه وسلم : “بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ … “، فذكر فيها: “الصَّوْم”

● دعاء الأئمة في رمضان :

بعض الأئمة يحرص على أن يكون دعاءه مسجوعاً أي متفقاً في الفواصل، وقد عُدّ هذا السلوك من التعدّي في الدعاء .. قال القرطبيُّ- رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] :

وهو أن يدعوَ بما ليس في الكتاب والسُّنَّة فيتخيَّر ألفاظاً مفقَّرةً وكلمات مسجوعةً قد وجدها في كراريس لا أصلَ لها ولا معوَّل عليها فيجعلها شعارَه ويترك ما دعا به رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ وكلُّ هذا يمنع من استجابة الدُّعاء.

وقد قال الغزاليُّ رحمه الله : (المكروهُ من السَّجع هو التَّكَلُّفُ؛ لأنَّه لا يلائم الضَّراعةَ والذِّلَّةَ؛ وإلَّا ففي الأدعية المأثورة كلمات متوازية لكنَّها غيرُ متكلِّفة ) ..

وإنَّه لمن المحزن أن يتعدَّى في الدُّعاء بمثل هذه الأدعية المسجوعة المخترَعة؛ خصوصاً في الأوقات والأزمان الفاضلة في ليالي رمضان؛ فيفوِّت الدَّاعي على نفسه وعلى الناس إذا كان إماماً الإجابةَ في مثل هذه الفرص العظيمة.

● الدعاء قبيل الإفطار :

من غير اللائق للمسلم هجر الدعاء في مثل هذا الوقت العظيم وهو وقت الإفطار فينشغل بتهيئة المأكولات والشراب وينسى الدعاء .. فينبغي أن يكون للمسلم دقائق يدعو فيها ربه عز وجل ويسأله من خَيري الدنيا والآخرة.

● الصوم والسفر :

من تيسير الله تعالى على عباده أن وضع عنهم الصوم أثناء السفر فعن كعب بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر الصيام في السفر » .. والبر هو اسم جامع لكل معاني الخير والإحسان والصدق والطاعة وحسن الصلة والمعاملة.

● صيامنا في الشتاء :

بحمد الله تعالى وبحسب سنة استدارة الزمان فقد أصبح صومنا يأتي في الربيع وربما في قادم السنوات سيأتي رمضان في الشتاء، فقد خرَّجَ الإمامُ أحمدُ من حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، قال: “الشِّتَاءُ رَبيعُ المُؤمِنِ” ..

فالمؤمنُ يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له؛ من جوعٍ، ولا عطش؛ فإن نهارَه قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام.

● نلتقي في قطرات رمضانية أخرى قادمة بإذن الله تعالى .. تقبل الله صيامكم وطاعتكم.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

قطرات من فيض رمضان ( 2 )

    قطرات من فيض رمضان ( 2 ) ✍🏻 أحمد باحمادي.. أحبتي القرّاء الأكارم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *