الإثنين , مايو 6 2024

المصير الحضرمي

 

 

 

المصير الحضرمي

/ فائز سالم الصيعري

“يمكن أن نكون ضحايا الظروف أو أسياد مصيرنا ، لكن لا نخطئ ، لا يمكننا أن نكون كليهما”
ريتشارد بول إيفانز

بعد سنوات من الضجيج السياسي في الشارع الحضرمي ، ومحاولة جماعية للعودة إلى الجذور ، هربا من واقع لم يكن الشعب الحضرمي سببا فيه إلا بمقدار صمته عن شلة من المتصعلكين على أسوار الوطنية ، الذين أضاعوا أرضا ، بحثا عن وهم يشبع رغباتهم ، ويدمح بعضا من عقد النقص التي تلازمهم ، حتى نكبوا وطنا وشعبا عربيا كريما ، مازال اسمه ومنذ آلاف السنين يطلق على هذه الجغرافية الكبيرة جنوب شبه جزيرة العرب .

لقد حدث في السنوات العشر الماضية زلزلة عظيمة في وعي الشعب الحضرمي ، صححت له كثير من المفاهيم ، وأضاءت له شمعات في الظلام ، من خلال الأفكار والمقالات ، والأمسيات واللقاءات ، وظهور المكونات ، وتتابع عجات الهبة الحضرمية ،  الى أن توج كل ذلك بمؤتمر حضرمي جامع ، دعا الى وضع حل لقضية الشعب الحضرمي ، وإعطائه كل حقوقه ، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره السياسي ، والحفاظ على هويته التاريخية ، فبارك مخرجاته كل أطياف الشعب الحضرمي في الداخل والمهجر ، وصفق لها الجميع ، وأصبحت إجماعا وثوابتا، وحقا للأجيال الحضرمية ، لا يعتبر الخروج عنها أو التنازل عن شيء منها إلا خيانة للشعب والوطن الحضرمي .

ونحن اليوم على أعتاب نهاية الحرب، وفرص السلام ، نجد أن لا مجال لأي كان مهما كبر حجمه ، وعلا منصبه ، أن يجعل لنفسه حجة أو تبريرا للنكوص عن الثوابت الحضرمية ، ونكث عهودها التي أوثقت عراها ، وتوافق عليها الحضارمة ، ومن فعل ذلك فهو يرتكب خطيئة سيظل عارها يطارده في حياته ، ومسبة بعد مماته ، وليختار الرجل لنفسه ما يشاء .

وقديما قال المتنبي :
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ .

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء

      الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء   كتب/سعود الشنيني في 25 أبريل 2024 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *