الأحد , مايو 5 2024

( شباب إقليم حضرموت ) والنخب السياسية ..!!

 

( شباب إقليم حضرموت ) والنخب السياسية ..!!

 

✍🏻 أحمد باحمادي..

في ظل ما يعتمل من حراك سياسي واسع وتعدد المشاريع السياسية على الساحة اليمنية أصبح الشباب الحضرمي  في حيص بيص .. فمع قلة الخبرة وضعف الاطلاع نجد الشباب يقتنعون بالخطابات الرنانة والشعارات المجلجلة والبروباغندا الإعلامية ..

لذا لا نستغرب إن وجدنا الكثير من الشباب الحضارم قد تماشوا مع مشروع سياسي أرعن رغم خطره الماحق إلا أنه وجد له الكثير من الأتباع والأنصار بفضل ما يمتلكه من آلة إعلامية استطاعت ـ رغم ضعفها ـ من الدخول إلى أعماق فكر الشباب ومخاطبة مكنونات أنفسهم بما حشدته من شبهات وشعارات وتزوير للتاريخ .. لكنها بالرغم من ذلك نجحت في الولوج إليهم ..!!

على سبيل المثال إن جئت تبحث بين الشباب عمّن يتمسك بحضرموت ويدعو إلى أن تكون إقليماً مستقلاً لا وصاية لأحد عليه .. قابلك الكثير منهم بالضحك والتهكم ونعتوا هذا المشروع ومتبنيه بمجموعة من البدو والقبائل الهمج الذين يبيعون كل شيء إن حان وقت الجد ..!!

ربما لن يروق هذا الطرح للكثير منا لكنه مأخوذ من واقع الحال .. فالشباب حالياً لا يعرفون شيئاً عن المحافظات الشرقية ولا أهمية توحدها واندماجها .. بل كل ما يتردد على ألسنتهم هو ( دولة الجنوب ) وضرورة استعادتها من المحتل ( الشمالي ) ..

هكذا هي أفكارهم رغم سذاجتها وإسفافها .. فمن الملَوم ومن سنلقي عليه مسئولية هذا الجهل المطبق الذي يعيشة شباب حضرموت .. ؟!!

باستثناء بعض الشباب ( المؤدلج ) أدلجة مستنيرة .. نجد فئاماً من الشباب يتخبطون دون أن تمتد إليهم أيدي النخب الثقافية والسياسية لتصحيح أفكارهم وتصويب معتقداتهم السياسية ..

بل عاشوا أعني ( النخب )  في أبراج عاجية منفصلين عن واقعهم تاركين ( الآخر ) يعمل على تشويه فكرهم .. مادّاً أذرع نفوذه المظلم إلى دواخلهم وعقولهم ..!!

يردد الكثير من النخب أننا نحن أصل التاريخ ولن نرضى لحضرموت إلا أن نكون رأساً لا ذيلاً في أية تسويات قادمة .. في حين أننا لا تملك قاعدة عريضة من الشباب المتفهم لقضيته الواعي لمتطلباتها المنافح عنها ..

شباب يستميت في سبيل هذه القضية الكبيرة .. لكنهم للأسف قليل .. لأن الكثير منهم أضحت عقولهم حوامل لأفكار سياسية أخرى متعفنة ..!!

تحضرني قصة أحد الزملاء الذي كان يدافع عن ( دولة حضرموت ) بكل قوة وعنفوان إبان ما كنا طلاباً في الصحافة والإعلام في العام 2011م .. لكن بعد التخرج أتفاجأ به وقد انضم إلى المعسكر النقيض بل بات أحد الصحفيين الذين يتنبون أفكار ذلك المعسكر .. وقد اهتموا به ودعموه وأعلوا من شأنه حتى تمحورت اهتمامته وأفكاره حول ما يريدون هم ..!!

من ناحية أخرى .. تركز النخب السياسية اهتمامها بصورة أكبر على الحلقات النقاشية فيما بينها على مساحات التويتر والزوم وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي من خلال تفاعلات داخلية محضة..

أو كتابة المقالات المتحذلقة التي لا يفهمها البسطاء من الناس تاركين الشارع نهباً لأفكار هدّامة تعمل على صياغة ذهنيته وتشكيله حسب مواصفات الكفلاء الداعمين ..!!

وبمرور الوقت افتقدت هذه النخب السياسية تأثيرها لدى الشباب على وجه الخصوص وبقية فئات الشعب بصفة أعمّ .. وهو ما يعني مزيداً من اتساع الهوة والجهل بقضيتنا المحورية المتمثلة في استقلالية إقليمنا الشرقي..

ومزيداً من الإضعاف لحضرموت بصفتها مركز الإشعاع الوطني الذي تسعى بقية القوى المعادية إلى طمسه والتيئيس من بعثه على الدوام.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء

      الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء   كتب/سعود الشنيني في 25 أبريل 2024 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *