صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
لا تفتتوا حضرموت أيها القادة !!
فحضرموت أكبر منكم !!!
بقلم : م. لطفي بن سعدون.
المكلا: 25 إبريل 2023م.
يلاحظ ان حضرموت حاليا تعيش تمزقا وخلافات حادة بين قياداتها السياسية، والعسكرية، ونخبها المدنية والقبلية، وداخل السطة وخارجها .
فنرى ان هناك تمردا من قبل مدير عام الريدة وقصيعر لقرار المحافظ بتغييره، وقام نائب الرئيس بتاييد تمرده، إضافة لبعض التجمعات القبلية في المديرية ومكونات حضرمية اخرى.
كما نلاحظ تحركات إعلامية محمومة لنائب الرئيس البحسني إظهار وجوده على الأرض من خلال تكرار التحرشات التي تمت بين حراساته وحراسات المحافظ قبل فترة، وما تم تسريبه حاليا من وجود خلافات له مع مجلس الرئاسة أدت الى تجميد نشاطه في المجلس، ومحاولات اعلامية محمومة لإبرازه كشخصية محورية في حضرموت وبدعم قوي من اعلام الانتقالي.
وأيضا هناك تحركات أحادية من قيادة مؤتمر حضرموت الجامع للإستحواذ على تمثيل حضرموت في التسويات السياسية ، تمثلت في حصر أغلب التمثيل على قياداته وعدم تشاوره حول الموضوع مع القيادات والنخب الحضرمية وعلى رأسها النائب والمحافظ ورؤساء المرجعية والعصبة وهبة العيون وتجمّع شباب ال كثير، والمكونات الحضرمية الغير مستقلة.
ويتضح من كل هذا الخبط العشوائي بين القيادات الحضرمية داخل السلطة وخارجها ، بأن الكل يتسابق لتسيد الساحة الحضرمية وإظهار إنه الممثل الوحيد لحضرموت امام الإقليم والعالم، وهي ظاهرة خطيرة بدأت تظهر تمزقا خطيرا داخل المجتمع الحضرمي، بعد ان حقق تلاحما كبيرا خلال العام الماضي وأظهر صوته المستقل القوي الرافض للتبعية ، والمنادي باستقلال قراره السياسي وسيادته على أرضه وثروته.
ونحن في طرحنا هذا لا نوجه أي تخوين لأي طرف من هذه الأطراف، التي تسعى لابراز نفسها كممثل وحيد لحضرموت، ولكننا ننبهم بأن ذاكرة الشعب الحضرمي ليست مخرومة وأنه بمتلك من الوعي والإدراك والتمييز، بين الغث والسمين، والمخلص والمتمصلح، والباحث عن المجد الشخصي و المجد الوطني.
وإن تمثيل حضرموت يجب أن يستند على تفويض شعبي، وخارطة طريق واضحة تكتيكية واستراتيجية وقيادة عمل جماعي مؤسسي يساهم فيه ، مئات الكوادر الحضرمية من مختلف التخصصات ، موزعة كقيادات رئيسية وثانوية ومستشارين ومحللين وراسمي خطط و سياسات، لأن المهام التي تقف أمام الشعب الحضرمي في هذه المرحلة الحساسة كبيرة ومتشعبة ولكنها ليست مستحيلة . فإما تكون حضرموت مستقلة وقوية، وتفرض مشروعها المستقل محليا واقليميا ودوليا، او تعود القهقري للتبعية التي مسختنا وأذلتنا لعشرات السنين والعياذ بالله.
وبالمقابل فاننا نخاطب هذه القيادات والنخب ان تعود لرشدها وتصحح مسيرتها وتقترب من نبض الشارع وهمومه ومتطلباته، فالتفكير الجمعي افضل بألف مرة من التفكير الفردي ولانجاح ولا قوة لأي مشروع وطني إلا بتقبّل الشعب له والتفافه حوله وبنزاهة وصدق وإخلاص قياداته، أما أي هرطقات أخرى ودجل وتسويق اعلامي فلن يوصلنا لذرة نجاح ، وسيفشل هؤلاء القادة المتحذلقون عاجلا أو آجلا، أما الشعب الحضرمي فسيستمر في نضاله لتحقيق تطلعاته وحقوقه واستقلاله وستنجب حضرموت قياداتها المخلصة والنزيهة والصادقة التي توصلها لبر الأمان.
وللخروج من هذا المأزق الذي نعيشه ، أرى أن يبادر المحافظ بن ماضي للدعوة لعقد لقاء تشاوري سريع يشارك فيه النائب البحسني والنائب باصره والوزراء والقيادات العسكرية والأمنية والنيابيين والشورويين الحضارم والوكيل أول ووكيل الوادي والصحراء وبقية الوكلاء والمساعدين وقيادات المكونات السياسية والمدنية والقبلية والنخب الحضرمية، وينبثق عن هذا اللقاء مجلس حكماء حضرمي ، وفريق تفاوضي لحضرموت، وخارطة طريق حضرمية واضحة تكتيكية واستراتيجية ، واستراتيجية اعلامية حضرمية. وإن غدا لناظره قريب.
