الخميس , مايو 2 2024

حضرموت من المحافظة الخامسة إلى الإقليم الشرقي

حضرموت

من المحافظة الخامسة إلى الإقليم الشرقي

كتبه/ أحمد باصهي

ما أكثر اللحظات الفارقة، والفرص النادرة التي تلوح للحضارمة ويقابلونها للأسف بقلة الوعي بها والإستفادة منها رغم أنها
لن تتكرر أو يجود بها الزمان مرة أخرى كما يعلم ذلك كل من درس التاريخ مستنطقاً لدروسه ومستقرئاً لخط سيره ومنحنياته .

ولعل غياب مراكز الأبحاث والدراسات يسهم بشكل مباشر في نشوء هذا التيه الجمعي والبله السياسي مما نتج عنه سنوات من الضياع و الاحتراب وخلق الظروف والبيئة الطاردة والمنفرة لكثير من قوى البلاد وطاقاتها و كوادرها.

حيث يتباكى كثير من النخب والفعاليات والنشطاء على فرصة انتقال حضرموت من حكم السلطنات الذي كان بالإمكان أن يطور إلى عقد اجتماعي جديد يؤسس لدولة مدنية شبيهة بالدول التي نشأت في الجوار وكانت نماذج في التنمية والإستقرار عوضا عن القفز مع الشعارات القومية والجبهوية التي لم تراوح مكانها وظلت حبيسة نموذجها الذي لم ير في حضرموت حينها سوى رقما في أدنى مراتب التنظيم الإداري فيما عرف بالمحافظة الخامسة  الى أن اندمجت الدولة الجنوبية كلها مع شبيه لها لا يقل عنها سواء في التنمية والتطور.

وها نحن نقف اليوم على أعتاب لحظة فارقة أخرى وفرصة جديدة وجديرة بالإغتنام والتأسيس على مفاعيلها وتفاعلاتها لمرحلة جديدة عنوانها حضرموت أولا كما أوهمنا بعض السياسيين والمثقفين و والمسئولين ثم هاهم يسارعون في الاحتشاد خلف المنتجات السياسية الجديدة المتلاحقة واحدا تلو الآخر  في ماراثون مزعج وبازار ممجوج بما يظهره من خفة سياسية وبلادة استراتيجية لا تحسب لحضرموت بمكانها ومكانتها وإمكانياتها بل ولأجيالها القادمة أي حساب، وهو ما نربأ بوجهاء حضرموت ومثقفيها أن يتصفوا بها وهم الذين عرفوا عبر التاريخ بالأصالة وبعد النظر والأخذ بعزائم الأمور.

فهل هؤلاء السياسيون والمتحدثون باسم حضرموت واهلها يقررون في بيان توقعه مجموعة واتسب مستقبل حضرموت وشعبها بكل رموزه وأطيافه ويقررون الإنتقال من مشروع سياسي الى ٱخر هكذا وبدون مقدمات ولا مشاورات من أين لهم هذه الجرأة ومن أعطاهم هذا الحق، فإحياء فكرة الإقليم الشرقي  يجب أن تسبقه العودة الى توافقات الحوار الوطني الذي  خرج بفكرة الأقاليم و هذا المعطى لم يعد قائما ودونه حسابات عالمية وإقليمية متداخلة.

أنه لأمر محزن ومعرة تاريخية أن يتحول الإجماع الحضرمي على نهضة حضرموت وإدارتها والإستفادة من ثرواتها من قبل ابنائها الى مشاريع متصارعة في رؤاها وأهدافها وهو ما لم يغفره التاريخ والأجيال القادمة لكل الذين يتصدرون المشهد.

لذلك لابد للحضارمة من لقاء تشاوري  جديد يستعرض كل المشاريع والصيغ المطروحة بدءا من مؤتمر حضرموت الجامع ومجلس حضرموت والأقليم الشرقي ليخرج بمشروع واحد يمثل حضرموت من أقصاها الى أقصاها ويتحدث  ويفاوض باسمها قبل أن نفاجأ بمشروع  رابع يعلن بيانه الأول من قروبات الواتس وغرف الدردشة ، هذا إن أردنا أن نسترد مفاتيح حضرموت وأقفالها من الضياع الأبدي.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *