السقوط من الداخل

السقوط من الداخل

صالح السباعي

عندما أرادت أمريكا إسقاط الاتحاد السوفياتي عدوها اللدود، لم تُجهز جيشها لإسقاطه; ولكنها ذهبت تبحث عن العملاء الروس الموجودين في أجهزة الدولة ! رغم وجود ال(K.G.B) أكبر جهاز تجسس في العالم أثناء الحرب الباردة والذي فشل في اكتشاف الجواسيس الروس!
وبعد أن سقط الدب الروسي زمن جورباتشوف، تم القبض على أكبر عميل روسي كان يعمل لصالح أمريكا ، كان وزير العمل والخدمة الروسية ،وتم إحضاره إلى مكتب رئيس الاستخبارات الذي لم يكن يصدق أن هذا الوزير كان عميلا لامريكا نظرا لوجوده طيلة هذه السنين تحت رقابة المخابرات التي عجزت عن تسجيل أي نشاط معادي يقوم به هذا الوزير !
فسأله رئيس المخابرات ماذا كنت تفعل ؟ كنا نراقبك لسنوات طويلة ولم نسجل عليك أي نشاط معادي لروسيا،
فقال الوزير الجاسوس نعم لم تستطيعوا لأن دوري كان بسيط جدا ، باعتباري وزيرا للعمل ومسؤولا عن توزيع القوى العاملة ، كنت أقوم بتوزيع الطلاب الخرّيجين المتفوقين من المعاهد والجامعات في وظائف غير تخصصاتهم وإعطاء الوظائف القيادية في مؤسسات الدولة لأشخاص غير متخصصين وغير مؤهلين بل فاشلين ، وبذلك بعد خروج الجيل القديم المتخصص للتقاعد صعد الجيل الجديد الفاشل لقيادة المؤسسات وبدلا من تطويرها تم تدميرها من الداخل وبذلك فشلت تلك المؤسسات وبفشلها فشلت الدولة وسقط الدب الروسي السقوط الرهيب عام90.

هذا الأمر حدث في عدة دول
وعدة محافظات كبيرة مثل حضرموت التي تمتلك ثروات وإمكانيات ورغم ذلك لا توجد بها بنية تحتية وطبيعي أن لا يوجد بها إنتاج صناعي أو زراعي أو نهضة علمية أو تجارية ولا تزال الحياة فيها على نمط قرون مضت، المستثمر يأتي إليها ويذهب ولا يعود ! لا قيمة للإنسان ولا قيمة للزمن ومعظم السكان والكوادر المؤهله مهاجرة في أوطان الآخرين!!

وفي كل المراحل تجد حضرموت سهلة السقوط !!
ُترى هل يتم تدمير هذه البلاد بواسطة بعض العملاء في مؤسساتها من داخلها لتبقى كما هي متخلفة جائعة مهاجرة أم أن هناك عميل روسي لا يزال لم يكشف عن وجوده؟!
في عجره تحت الزير من يكتشفها !!