السبت , مايو 4 2024

حضرمة الحكومة

حضرمة الحكومة

منصور باوادي

كلما قالوا عيّنا رئيساً للحكومة من حضرموت، قفزَتْ الصين لذاكرتي مباشرة!
وما علاقة الصين بالموضوع؟
الصين مصنع العالم، وعُرف عنها صناعة المنتجات ذات الجودة المنخفضة الـ(تقليد).
لكن مما لا يعرفه الكثير أن لها منتجات عالية الجودة تضاهي الأمريكية واليابانية.
ولكن قدرها أنها اشتهرت بـــــ(التقليد).

وكانت هذه الضارة النافعة للصينيين، لأن طموحاتهم الاقتصادية تصل لحدّ الهوس، يريدون من صينهم أن تكون سوق العالم ومصنعه، ولابد للسوق أن يحتوي (الأصلي) و(التقليد)، بمعنى: كالحراج على قدر فلوسك تجد حاجتك.
ولكن ما علاقة الصين بموضوعنا.
الرابط هو أن حال الجنوبيين والشماليين معنا كحال العالم مع الصين، لكن الفرق أن العالم يأخذ من الصين الـــ(تقليد) و(الأصلي)، وهؤلاء لا يأخذون منا إلا الـــ(تقليد) فقط ويتركون (الأصلي)، وهذا غش ظاهر (ومن غشنا ليس منا).
ولماذا لا ينقّبون عندنا إلا على (التقليد) فقط، وعندنا الذهب عيار 24؟
لأنهم مثل (عيال الضّرّات) في خصومة دائمة، لا يتفقون ولا يجتمعون، فلابد من “محلّل” حتى يتفقوا، والحضرمي جاهز.
وعندما يختارون؛ يختارون منتجا حضرميا (تقليد) ويرفضون (الأصلي)، والسبب ثلاثة أمور:
أولا: (التقليد) سيمشي على العجين ما يلخبطهوش، وهذا شرط أساس من شروط القبول عندهم.
وثانيا: أن الدولة لديها حساسية مفرطة من (النزاهة)، فلا يجتمعان أبدا.
ثالثا: أن (التقليد) لن تكون حضرموت إلا في ذيل سجل اهتماماته، هذا إن بقيت في الذيل.
وهذا ما كان فعلا واسألوا سيد “تاريخ”.
لم نجنِ من رؤساء الحكومة الحضرميين، إلا سنوات عجاف كنا فيها ممحَلين مسنتين.
وكلما رفعنا صوتنا عاليا: نريد، نطالب.
قالوا لنا: ياحضارم أنتم “كوشتم” على الحكومة.
قلنا: نفطنا، بترولنا، ذهبنا!!
قالوا: الرئيس منكم، فكفوا عن الصياح.
بحرنا، منفذنا، ميناءنا، مطارنا.
قالوا: أنتم لا تشبعون، الحكومة بيدكم.
أمراض، بطالة، بنية تحتية منهارة مثل أقبح وجه وزير!!
قالوا: لا يرضيكم شيء، الرئيس منكم وفيكم.
هكذا “جزعوها” علينا سنوات وسنوات، ذقنا العلقم في حياتنا، وعانينا كثيرا، وقاسينا مرارة العيش فيها، وكل ذلك يمر من تحت سمع وبصر “سبع البرمة” الحضرمي.

وهنا نقول كفى، لأن المارد صحى، وخرج من قمقمه، ونفض غبار الذل عن نفسه، وصرخ صرخة مدوية: يالثارات الحضارمة!!
واتجهت أقيال حضرموت نحو مملكة بني سعود، شعارهم: قطع العادة عداوة، ويطالبون بتصحيح المسار، وعودة الـــ(تقليد) لمجاريها.
(وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ).
وإذا كان الصينيون قد ملؤوا خزائنهم أموالا من صناعة الـــ(تقليد)، فقد أفرغوا خزائننا وثرواتنا ومواردنا بسبب منتج الـــــ(التقليد) الحضرمي.
فتعساً للــ(تقليد) وبؤساً لـــ”سبع البرمة” الحضرمي، وسحقاً لحكومته، ومرحبا بحكومة كرب إل وتر.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *