لماذا نجحت كهرباء الوادي وفشلت كهرباء الساحل؟

لماذا نجحت كهرباء الوادي وفشلت كهرباء الساحل؟

قبل سنوات قليلة ماضية حضرت لقاءا في بيت الشيخ طارق بن محفوظ وكان في ضيافته عدد من حكمان وشيوخ ومقادمة ومناصب وادي حضرموت تزامنا مع دعوتهم من قبل اللجنة السعودية الخاصة..

وكان ذلك في ظل توتر العلاقة بين محافظ حضرموت السابق بن بريك وسلطات الوادي بقيادة وكيلها عصام الكثيري وذلك بسبب ملف الكهرباء والذي أفضى به في الساحل إلى صفقات مع شركات الطاقة المشتراة بينما رُفض ذلك العرض في الوادي .

وفي أثناء اللقاء قام أحد الشباب المتحمسين وقال كلاما قويا في حق هؤلاء الضيوف متهما إياهم ضمنا أنهم يتبعون متنفذي الشمال ويعادون محافظ حضرموت وذلك برفضهم لعرضه لهم بأن يتم إيكال كهرباء الوادي لشركات الطاقة المشتراة مثله مثل الساحل ، يومها كان وادي حضرموت يعاني من انقطاعات خانقة في الكهرباء تصل إلى 12 ساعة يوميا وكانت سلطات الوادي تقع تحت ضغط رهيب بسبب ذلك .

وبعدما انتهى صاحبنا المناضل المتحمس من حديثه ، طلب الشيخ عبدالله سالم بن علي جابر الرد عليه نيابة عن بقية الحضور وكان مما قاله أن هناك عروض أفضل مما عرضه عليهم المحافظ ولشركات عالمية كبيرة وذات خبرة وسمعة عالميتين ، ومنها بنظام “BOT” المعروف دوليا ، وأن سبب رفضهم لعرض المحافظ بن بريك حينها لأنهم يريدون التخلص من مشكلة الكهرباء بصورة صحيحة ودائمة ودون أن يحمّلوا البلد والسلطة أعباء كبيرة مستقبلا ، وهو ماحصل اليوم فعلا لتجربة الساحل مع شركات الكهرباء المؤجرة ، وقال أيضا أنهم مستعدون للصبر سنة كاملة إلى أن ينجز مشروع المحطة الكهروغازية المزمع بناؤها في المسيلة ، وأن هناك بشارات بهذا الشأن ، وستحل تلك المحطة جزءا كبيرا من مشكلة الكهرباء في الوادي ودون أي أعباء مستقبلية..
وفي نهاية كلمته قال نحن أبناء حضرموت وهذه أرضنا وهؤلاء أهلنا فكيف تريدوننا أن نقبل بمثل هذه الحلول المؤقتة والتي قد تكلفنا الكثير مستقبلا وهذا ماستعرفون حقيقته إن شاءالله .

مرت السنوات وأُنجز مشروع الكهرباء الغازية للوادي وسلمت كهرباء الساحل للشركات المؤجرة للطاقة ، وظهر صدق الشيخ بن علي جابر وصدق من معه من المشائخ والمسؤولين في وادي حضرموت ، فالوادي اليوم أفضل حالا من حيث استمرار الكهرباء من الساحل وذلك بفضل هؤلاء الرجال الذين لم يرضوا بغش أهلهم والتكسب على حساب معاناتهم .

في الأخير ولكي نحل مشكلة الكهرباء في ساحل حضرموت يجب علينا أولا إلغاء الاتفاقيات المبرمة مع شركات الطاقة المستنزفة لحصتنا من النفط وإيقاف كل المشاريع الأخرى والتركيز على مشروع كهرباء عصري ونحن كشعب مستعدون للصبر سنة كاملة حتى يتحقق لنا ذلك .

بقلم فايز الصيعري