صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
حضرموت لم تكن من الجنوب العربي
▪️ مقال للأستاذ/ محمد محفوظ بن سميدع
طوال مراحل التاريخ لم تكن هناك دولة باسم الجنوب العربي سوى إتحاد إمارات الجنوب العربي الذي صنعته بريطانيا نهاية الستينيات من القرن الماضي ولم يعمِّر إلا حوالي أربع سنوات ومات وهو يمثل محميات عدن الغربية ،،التسمية البريطانية،،
بينما حضرموت بعيدة كل البعد عن تلك الكيانات الصغيرة وظلت محتفظة باسمها التاريخي منذ القدم وأطلقت عليها بريطانيا ،،المحميات الشرقية،، وكانت لها دولها القائمة وتضم القعيطي والكثيري والواحدي..
تلك الدول ليس لها علاقة بما يسمّى اتحاد الجنوب العربي الذي أقامته بريطانيا، ورفضت الدولة القعيطية الحضرمية والدولة الكثيرية الحضرمية الانضمام إلى إتحاد الجنوب العربي، وظلت متمسكة بهويتها الحضرمية وباستقلالها وعَلَمها وحدودها وجوازتها..
حتى انسحبت بريطانيا في السابع عشر من سبتمبر 1967م، في مؤامرة حاكت خيوطها المخابرات البريطانية مع الجبهة القومية وتم ضمها عنوة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لفترة 23عام من القهر والظلم والاستبداد والتهميش وطمس للهوية الوطنية الحضرمية وفي الثاني والعشرين من مايو من العام 1990م ضمت للجمهورية اليمنية بعد توحيد شطري اليمن تحت اسم الجمهورية اليمنية في صفقة فاسدة ولايزال الناس يعانون منها.
من هنا يتضح أن حضرموت بعيدة كل البعد التشكيلات اليمنية ولم يكن للحضرمي علاقة بها، لا تجمعنا عادات أو تقاليد حتى اللهجة تختلف عن الكثير منهم.
ورد ذكر حضرموت في التوراة والقرآن منذ قديم الزمن، حضرموت اسم تاريخي تكالبت القوى الاستعمارية عليه في محاولة تمزيقه وتشتيته لكن الحضرمي بقي عصي على كل التقلبات السياسية وظل متمسكاً بهويته وأرضه وتراثه وتاريخه وكل العالم يشهد بذلك فالحضرمي هو من سافر إلى شرق آسيا وأفريقيا ووصل إلى حدود الصين، نقل لهم تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والصفات الحميدة والعادات الحسنة والتي كانت السبب في أن يعتنق الملايين من أبناء شرق آسيا الدين الاسلامي وأعطى صورة أكثر من رائعة لكل العرب والمسلمين،
تقلّد الحضرمي هناك المناصب العليا بفض الأخلاق والصفات الحميدة وكان محل ثقة تلك الشعوب وشارك مشاركة فعالة في نهضة تلك الدول، كما أسهم في في مشاركة أشقائه في دول الخليج العربي في عملية البناء وحظي برعاية كريمة من ملوك السعودية بما عُرف عنهم من أمانة وصدق.
واليوم أصبحت حضرموت تتنازعها الأهواء والأطماع من كل حدب وصوب وكلاً يدّعي أحقيته في حضرموت وكأنها غنيمة…
حضرموت يا سادة عانت الأمرّين منكم شمال وجنوب اليمن ولن تكون بعد اليوم لا كيان قائم بنفسه وبرجاله وبدعم الأشقاء والأصدقاء المخلصين.
وظلت وستظل كيان واحد موحد ساحل ووادي برغم كل المحاولات السابقة لتقسيم حضرموت التي وقف أبناء حضرموت في وجهها سدا منيعاً في الساحل والوادي والصحراء رافضين تقسيم حضرموت.
وللعلم أن مساحة حضرموت تُعد أكثر من ثلث مساحة اليمن بشطريه وأكبر من مساحة عدة دول عربية مجتمعة وأكبر تجمع سكاني متماسك وموحّد في الجزيرة تجمعهم التاريخ والثقافة والأصول ولا يختلف اثنين على حضرميتهم.
والأحداث اليوم تشير إلى اهتمام إقليمي ودولي متزايد وغير مسبوق بحضرموت في الآونة الأخيرة والعديد من بشائر الخير قادمة بإذن الله تعالى، ما علينا إلا التكاتف وتوحيد الصف الحضرمي والثبات ويكفي ماتعرضت له حضرموت من تهميش وطمس للهوية الوطنية الحضرمية ونهب للثروات وهضم حقوق أبنائها واستبعادهم طوال ال53عام الماضية حتى الآثار لم تسلم من النهب والتزوير .
وفي الختام نطالب كل الشرفاء والمخلصين الأحرار في العالم بمساندة قضيتنا الوطنية العادلة في استعادة دولتنا الحضرمية إن شاء الله.
