نعيم الدعاء

نعـيم الدعــاء

▪️سلسلة أياما معدودات (٧)

من أعظم العطايا والهبات التي يهبها الله لعبده؛ أن يفتح عليه في باب الدعاء والمناجاة ..
وإنها وربي أمارة اصطفاء وعناية ربانية بهذا الذي أُعطي هذا المفتاح ..

الدعاء هو بوابة الدخول على الله والصلة به سبحانه والاستمداد من خزائن الرب الكريم التي لا تنفد ..
فمن ظفر بالدعاء فقد ظفر بالخزانة الخفية التي يأخذ منها ما شاء متى ما شاء ..

فإذا كانت لك حاجة ورأيت أبواب الدعاء مشرعة أمامك فهنيئًا لك تحقق المطلوب فقد أوتيت سؤلك، فتوفيقك للدعاء أعظم من تحقيق مسألتك، ألم يقل المحدث الملهم الفاروق عمر ( إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه).
فأول السير دعوة .

إن حسن الدعاء وتحيّن ساعات الإجابة والتعرض لنفحات الله وحسن الظن به نعيم معجل وجنة نسيمها يبعث الروح من جديد فما أتى الدعاء على شيء إلا جعل البركة تُجلّله من بين يديه ومن خلفه.

فمواصلة الدعاء وإدامة المناجاة معنى ذلك = حاجات تُقضى وهموم تُزال، وذنوب تُغفر، وعيوب تُستر ،وشرور تُدفع، ودرجات تُرفع ..

نعم، وهل هذا كثير على الدعاء !!!

والمسلم الصادق يستحي أن يضم يديه قبل أن يكون لإخوانه نصيب من دعائه..

فكم من دعوة أضاءت لأخيك حياته وهو غافل عنها لا يعلم بها، فعادت بركتها عليك بإجابة الملك: (ولك بمثل)

ونحن في ليالي فاضلة فيها ليلة خير من ألف شهر
لعل الليلة التي فيها سعادتك تكون أقرب إليك مما تتصور ..
إنها ليلة القدر، تلك المحملة بالمفاجآت الجميلة، والتحولات العظيمة، وتحقيق الأمنيات والأحلام..
إذا لم تقدر على الجد فقف على باب الطلب والتضرع والاعتراف، تعرّض لنفحاتها، انقطع لها ..
فنفحة منها إليك كفيلة بأن تجلب لك السعادة الأبدية ..

بلّغنا الله وإياكم ليلة القدر وجعلنا ممن يقومونها إيمانا واحتسابا..