الأحد , أبريل 28 2024

ريالنا يحتضر .. واقتصادنا ينهار..

 

ريالنا يحتضر .. واقتصادنا ينهار..

 

بقلوب مملوءة بالقهر والأنين صحا الناس اليوم على وقع التدهور المريع والمتسارع للريال اليمني ..

حيث وصل صرف العملة المحلية مقابل الريال السعودي إلى ( 320 ) ريال ليدخل الناس في دوامة من الاضطراب والخوف من ازدياد الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية فوق ما هي متدهورة أساساً.

المحلات التجارية ليس لها وجه كي ترفع الأسعار في وجه المواطن المسحوق بنار الأسعار الحالية أصلاً .. لذا فضل بعضها غلق أبوابه أمام هذ التهاوي الدراماتيكي كما أشارت بعض الأخبار ..

في حين سيستمر أصحاب المحلات ممن يتعاملون مع المواطنين بواسطة الدّين ويعطون الناس موادهم الأساسية .. سيستمرون في العمل مع فارق أن الرواتب ستغدو كريشة في مهب ريح الأسعار المتصاعدة حيث هي ثابتة وغيرها يجري في سرعة ماراثونية مذهلة ..

فكم سيدفع الموظف لصاحب الدكان في نهاية الشهر .. وكم سيتبقى من راتبه الضئيل  لبقية الاحتياجات الحياتية الأخرى من فواتير الخدمات ( إن تم دفعها ) .. وتكاليف الدواء والعلاج مع انتشار الأمراض وتفشيها هذه الأيام .. أضف إلى ذلك مخصصات الأولاد ومبالغ المواصلات للأبناء الدارسين في الجامعات .. وتكاليف أخرى هامة وطارئة ..

هذا فيما يخص الموظف .. فماذا نحن قائلون لمن لا يملك وظيفة بالأساس ويعمل بالأجر اليومي .. أو من هم بدون عمل وعلى قارعة البطالة .. أو الأسر التي لا عائل لها .. ماذا سيفعل هؤلاء .. ؟؟ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

حسب تقديري الشخصي فإن حالة السخط الشعبي التي ربما لمس البعض خفوتها في الأيام القليلة الماضية ستعاود حضورها مجدداً .. فحالة الكهرباء هي هي ولم يطرأ على الوضع أية معالجات جدية ..

ووجوه الفساد خرجت على الناس بأوامر مضحكة بدل اتخاذ قرارات تصلح شيئاً من هذا التدهور المشين .. هذا إذا أضفنا ما طرأ اليوم من مستجدات في الانهيار الكبير للعملة إضافة إلى تصاعد الأسعار الفاحش ..

كل تلك الأمور وربما يُضاف إليها غيرها من الأسباب ستعمل مجدداً على إعادة الزخم للشارع من خلال الخروج في تظاهرات سلمية ونحن نتمناها أن تكون كذلك إلا أن الأيام أثبتت أن الزمام إذا انفلت فلا يمكن التنبؤ بأية تصرفات قد يقوم بها الشباب الغاضب المقهور .. هذا الشباب الذي تتملكه روح اليأس والسخط مما آل إليه الحال.

الغريب أن الحكومة والتحالف في صمتهم سادرون ولم تبدر منهم أية تحركات إزاء هذا التدهور المتنامي في سعر صرف العملة .. أما البنك المركزي فقد دخل في غيبوبة لا ندري متى سيصحو منها ..

وهذا ما أعطى مالكي شركات الصرافة ودهاقنة السوق السوداء من مضاربي العملة الفرصة لكي يعيثوا فساداً في هذا الجانب .. وفي الأخير ( بتّت وجات ) على رأس المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة ..

إن الشعب حينما يشعر بهذا الصمت المريب والتجاهل الغريب من جانب الحكومة ( المغتربة في الخارج ) وتحالف دعم الشرعية .. و يرى التواطؤ في الصمت من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والفعاليات المجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها فإنه سيقرر حينئذ أن يقول كلمته الفصل .. ويفعل ما يمكن له من تصرفات تخفف عنه هول الصدمة وتوقف هذا الانهيار الوشيك في الاقتصاد ..

حينها لا يمكن أن يوقفه شيء ما دام يعاين في عجز محزن أن رياله اليمني يحتضر .. واقتصاده ينهار.

✍🏻أحمدباحمادي..

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *