الثلاثاء , أبريل 30 2024

تصنيف وحكم على النيات!

دائما تستوقفني التهم المؤدلجة( الاخونج ) والإصلاح والإرهاب، اتهام يحمل طابع شمولي وتعميم بشكل مفرط .

وتصنيف وحكم حتى على النيات، وهذا بحد ذاته لا يحمل أي أسس أو مبادىء مجرد ترديد شعارت وتهم دُرست ووضعت بعناية ولم تأتي من فراغ أو لحضة غضب أطلقها بعض البشر.

لأن أول من أطلق هذه التهم في اليمن الهالك عفاش وإلى اليوم يرددها أتباعه بل ويتقاضون الأموال من أجل ترديدها صباح مساء.

والرد على هذه التهم والشعارات ليس بالأمر الصعب أو المعقد وليس من المستحيل أن تجد عبارات ومصطلحات تليق تماما على من يطلقها بل وستكون مؤلمة.

لكن من السيء أن يكون هناك تصعيد في الموقف الإعلامي بشكل كارثي الذي لن يجلب إلا دمار فوق دمار ولن يزول تأثيره ولا بعد (50) سنة بعد أن يترك احقادا تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، و صراعا متوارثا تارة ينتصر هذا الجناح وتارة ينتصر الجناح الآخر وسنصبح أمام ثارات أشبه بثارات داحس والغبراء أو ثارات حرب البسوس.
وكأننا نعيش نفس الفترة التي عاش فيها أولئك الذين تقاتلوا عشرات السنين من أجل أشياء تافهة جدا.

وحصدوا أرواح الآف البشر بل أصبح يضرب بهم المثل للثأر والضغينة والحقد الذي لانهاية له، بل إلى الآن، رغم أن الفترة الزمنية التي تفصل نحن بتلك الاقوام تزيد عن (1500) سنة.

انظروا ماذا يفعل الحقد الأعمى وعنصرية الجاهلية الأولى التي نعيش مراحلها الآن رغم أننا مسلمون ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومنّ الله علينا بأن ارسل لنا رسولا من أنفسنا يتكلم بلغتنا وعاش مثلنا رحمة من الله، ليست لنا وحدنا بل رحمة للعالمين .

لكن هناك أغلبية ساحقة تصر على أن تعيش وتفكر بطريقة الجاهلية الأولى وتضع المشاريع السياسية أعلى مكانة في أنفسهم وعقولهم من مكانة الكتاب والسنة

وإلا لما تجرأوا على بث الإتهامات والتصنيفات والحقد الأعمى والمدمر بل وحكموا حتى على النيات .
أسلوب خصومة لا يشبهه إلا ما قرأنا عنه في الجاهلية الأولى ولو أن الناس نهجوا نفس الأسلوب ونفس التهم لأنزل الله علينا غضبه وأهلك الجميع.

لأنه من المستحيل أن يعيش البشر إذا علا خطاب الكراهية والحقد والثارات على خطاب العقل.

لأن الكراهية والحقد والثارات ستورث للأجيال القادمة وتهلك الأخضر واليابس ولن يكون هناك منتصر بل سُيشغل الجميع الثأر والأحقاد إلى مالا نهاية والجميع خاسر .
ومن سينتصر اليوم سينهزم غدا لا محالة.

ونكون قد خرجنا تماما عن كل مواريثنا الإسلامية ونهج رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين .
ولن يكون هناك أمام الجميع إلا الجاهلية الأولى التي كان فيها العرب يتخطفهم الروم والفرس ولم يكن بأسهم شديدا إلا على بعضهم .

فأصبحوا في أسفل الأمم.

قال تعالى
﴿وَعِبادُ الرَّحمنِ الَّذينَ يَمشونَ عَلَى الأَرضِ هَونًا وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا﴾ [الفرقان: ٦٣]

✍🏻 سعيد سالم بن عبدات

عن سعيد سالم بن عبدات

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *