الأحد , مايو 5 2024

أما آن لك أن تتوب

 

أما آن لك أن تتوب..

 

أيها العاصي ..!

أيها المُذْنِب ..!

أيها الغافل ..!

أما آن لك أن تتوب ..؟!

أما آن لك أن تُقلِع ..؟!

أما آن لك أن ترجع إلى ربك ..؟

كم مرةً عصيتَه ..؟

كم ذنباً فعلتَه..؟

كم سيئةً اقترفتَها..؟

كم اغترفت من بحر المعاصي ..؟!

كم شربت من كأس الآثام ..؟!

كم انغمستَ في ظلمات الضلال ..؟!

أعلمت من تعصي ..؟

أتغافلت عن من تخون ..؟

أعلمت من تُغضِب ..؟

أعرَفتَ إن غضب عليك ما سيحلُ بك ..؟

أعَلِمتَ وعرَفْتَ وتغافلت وتجاهلت ..؟!!

هل تنتظر أن تأتيَك العقوبةُ لحظةً..؟! أم الساعةُ بغتةً ..؟! أم المَنيَّةُ فجأةً ..؟!

 

أما آن لقلبك الغافل أن يَطْهُر ..؟ ولعينك الخائنة أن تدمع ..؟ ولأذنك الصماء للحق أن تسمع ..؟ وليدك للخير أن تُبسط .. ؟ ورِجلِك للحلال أن تسعى ..؟

 

أيها المخطئ..!

إعلم أنك بالمعصية تُغضبُ العزيزَ المنتقمَ ، وبالخطيئة تُوجب سخطَ الجبار ، وعند الخيانة يراك السميعُ البصيرُ ..

 

أعطاك نِعمَه وأمّنَكَ على ما لَهُ ليوصلك إليه بفعل مايرضيه ثم أنت..

تعصيه ، تخونه ، تغضبه ، تسخطه ، تستنزل عقوبته ..

فأنت عندما تشرب المُسْكِرَات أو تُدمِن المخدرات أو تمارس النظر في الإباحيّات أو تسمع الأغاني الماجِنَات أو تلتهي بأيِّ قبيحة فإنك لا تُزَاوِلُها وأنت في حالة إيمان ، ويشتدُّ الأمر خطراً ويعظم الخَطبُ إذا قُبِضتَ وأنت على حال كهذا وحكم عليك بسوء الخاتمة ..

 

فاليَدُ تأخذ وتُعطي  ، وتَسمعُ الأذنُ ، ويُسمَع اللسانُ ويَذوقُ ، ويَرى البصرُ وتُرى الجوارحُ ..

 

والإستفهام ..!

هل يرضى صاحبُ الأماناتِ (اللَّهُ جلَّ جلالُه) عن المؤتمناتِ ؟ هل يرضى عن ما يَسمعُ (الأذن) أو مايُسمَع (اللسان)..؟! أو مايرى(البصر) أومايُرى(الجوارح)..؟! أو ما يفكر(العقل) أو ماينبض ويخفق (القلب)..؟!

 

هلّا سألت نفسَك سؤالاً كهذا ..؟ هل كان الجواب نعم ؟ فسر في أرض الله آمنا .. هل كان الجواب لا ؟ فراجع نفسك واحسب حسابك وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب حتى لاتندمَ يومَ لاينفع الندم .

 

إن الخيرَ يسيرٌ وفِعلُه لايكلّفُ النفسَ الا مايُريحُها ولا الجوارحَ إلا ماتُطيقُ وهو سهل المُنَال حميدُ العواقب .

 

أما الشر ..

فيكلّف المرءَ أثماناً باهضةً ويدفع لأجْلِه ضرائبَ غاليةً… والنتيجةُ سوءُ العواقب وندمٌ على سوء المصائب .

 

وبعد المعصية لا تغترْ بتوفيقٍ قد تلاقيه أو خير تَجنيه وتعتقدُ بذلك أن اللّه راضٍ عنك بل الواجبُ أن تخاف من مكر الله الذي قد يستدرجك بما تحب حتى إذا أخذك لم يفلتك..

لاتظن بعد المعصية أنك – من الضروري – ستلاقي عقوبة جرمك في آن قريب فالله يُمهل ولا يُهمل وانظر بعدها تجد أن لذتها كانت في دقائق بل ربما في ثوان وإثمها يسجل في صحيفتك الى يوم البعث إلا أن يتغمدك الله برحمةٍ فيعفو عن إساءَتِك ..

قال ابن الجوزي – رحمه الله تعالى – : “‏لايغتر العاصي بسلامة ماله وبدنه ويظن ألا عقاب فالمعصية بعد المعصية عقاب والغفلة عن العقاب عقاب والحسنة بعد الحسنة ثواب تلك الحسنة”

 

إن كنت قد قرأت كلامي هذا فعليك أن تفرحَ لأنه قد وصل إليك في الوقت المناسب فمازال باب التوبة مفتوحا لتفتحَ معه صفحةّ جديدةً تُضيءُ حياتَك وتُنيرُ درْبَك ، فمن ترك شيئاً للّه عوّضهُ بخيرٍ منه فما هذه الدنيا بدار مقر وإلى اللّه  المستقر .

 

 

️ #عبدالرحمن_عمر_باوزير

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

قطرات من فيض رمضان ( 2 )

    قطرات من فيض رمضان ( 2 ) ✍🏻 أحمد باحمادي.. أحبتي القرّاء الأكارم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *