الإثنين , أبريل 29 2024

سلعة من دون ثمن..!!

سلعة من دون ثمن ..!!

✍🏻 *أحمد باحمادي..*

يوماً عن يوم لا يزال يثبت لنا تجارنا الأماجد الذين خلوا من مشاعر الإنسانية أنهم لا يمتلكون ولو ذرة من رحمة أو شفقة على شعب منهك مسكين هدّه الحال وآلت به الأوضاع إلى الحضيض.

من جديد تقليعاتهم اللا إنسانية تسجيلهم لحاجات الناس واحتياجاتهم التي يشترونها بالدَّين المؤجل دون وضع سعر البضاعة أو ثمن الشيء المشترى .. بمعنى أوضح : أن يتم تسجيل في دفتر الدين على سبيل المثال ( قطمة رز 5 كيلو .. ) دون أن يقيد بالمقابل سعر هذه البضاعة ..!!

حتى إذا جاء وقت السداد احتسب التاجر على المسكين آخر سعر وصلت إليه تلك المادة الأساسية وليس السعر الذي جرى عند الشراء .. وكلنا يعلم مقدار الفرق بين الوقتين خاصة وأن كل يوم تزداد فيه الأسعار غلاءً بسبب تدهور العملة أو رفع الدولار الجمركي أو جرع التعافي الاقتصادي وغيرها ..!!

من الناحية الشرعية فإن البضاعة أو السلعة التي تُباع بدون معرفة الثمن فيه غبن للمشتري .. وقد نهى ديننا عن ذلك الفعل الشنيع .. فالرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَهَى عَنْ بَيْعَ الْغَرَرِ» .. فمن الغرر أن يكون الثمن مجهولا أو السلعة مجهولة ..!!

ثم قولوا لي بالله عليكم : ماذا سيخسر التاجر إن قيّد السلعة على هذا المسكين الذي يشكو من صعوبة الظروف وتعقد أوضاع المعيشة بثمن محدد وقد احتسب فائدته فيها ولم ينقص من فوائده شيء .. ؟!!

سيصبح في الأمر شيء من الرحمة بالناس لأنهم لم يسلكوا سبيل الدين إلا نتيجة لعدم قدرتهم على توفير أساسياتهم بالدفع المباشر .. مع تأخر الرواتب وضآلتها وعدم كفايتها ..!!

أما والحال قد وصل إلى هذا المستوى من التردي الأخلاقي فإننا نذكّر التجار وبائعي السلع الضرورية بأن يتقوا الله تعالى ويخافوا عقابه ويشفقوا على إخوانهم من الفقراء والمساكين .. ويعلموا أن ليس العبرة بكثرة المال بل بالبركة فيه ..!!

فاعلموا أيها التجار : أن الصبر على المعسر، أو التجاوز عن القرض أو عن جزء منه، صورة عظيمة من صور الكرم وسماحة النفس. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : «كان تاجر يُداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه؛ لعل الله أن يتجاوز عنا،فتجاوز الله عنه» ..

بل إن توفيق الله للمرء في الدنيا والآخرة مرهون بتيسيره على أخيه المعسر .. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : «مَن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة».

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *