صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
سلام الله على أبا الوليد… قالوها وسيقولونها دائما
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
إنه كذلك ورب الكعبة صقر الجو الحضرمي وأسد وديانها ، اللواء طيار فائز منصور التميمي فقد افتقدته حضرموت ونخبتها الباسلة من شرقها إلى غربها ، فلم يكن قائدا عسكريا فحسب بل كان قائدا للأخلاق والتواضع والإنسانية والشهامة عندما يلتقي أهله وجنوده بحضرموت ، وأما أعداء حضرموت فقد عرفوه بالمواقف شجاعا مقداما لا يهاب أحدا ولا يساوم أو يتنازل أو يتزحزح قيد أنملة تجاه أرضه وشعبه وجنوده .
كم نفتقد لمثل تلك الهامة والقامة القيادية العظيمة المفعمة بالوطنية الصادقة والمخلصة ، مشكلتنا نحن في حضرموت لم نعي الدروس جيدا من جميع التجارب والمعاناة السابقة التي مرّينا بها ، والله لو كانت تلك الشخصية القيادية الفذة موجودة في أحد المحافظات الأخرى لما فرطوا فيها ولعضوا عليها بالنواجذ وتمسكوا بها ودعموها ووقفوا إلى جانبها والأمثلة كثيرة في قيادات بعض المحافظات ، لم يسعى طيار حضرموت التميمي طالبا ومتلهفا خلف المناصب والكراسي بل كانت تأتي إليه صاغرة تستجديه أن يتقلدها ولم يقول فرصة وجاءت بل كان يضع الشروط والصلاحيات التي يستحقها ذلك المنصب والكرسي من هنا تأتي الهيبة والوقار والإحترام من البعيد والقريب .
كم من الشخصيات المخلصة التي تمتلك الخبرة السابقة مروا على حضرموت ولم نحافظ عليهم ، كم أضعنا من رصيد كرامتنا وعزتنا الذي هو مصدر شموخنا وكبرياءنا وذروة سنام الرجولة والشرف ولم ننتبه ونراجع أنفسنا على أخطاءنا المتلاحقة والمتكررة ، للأسف دائما نهرب إلى الأمام فقط ولم نتوقف لحظة لمحاسبة النفس والعدول عن الأخطاء والعودة لجادة الصواب ، حضرموت تعاني شعبا وجيشا ،،ولا حياة لمن تنادي،، إلى متى يا ساسة وقادة حضرموت سيظل همكم الأول والأخير وشغلكم الشاغل هو زيادة عدد الأصفار بأرصدتكم البنكية وكأن أمر المواطن والجندي لا يعنيكم ، لست أنا هنا لكي اقاضيكم بل أردت أن اذكّركم لأن التاريخ لن يرحم أحدا وسيكتب المواقف والأفعال والبطولات وليس الأقوال والشعارات الرنانة التي تستخدم للإستهلاك المحلي في تزييف الحقائق .
هنا الكرامة وهنا العزة فاختاروا ما شئتم وإلا فمزبلة التاريخ تناديكم غير مأسوفا عليكم ، ولا نامت أعين الجبناء والمنبطحين والمتخاذلين …
شكرا يا طيار حضرموت صنعت الرجولة بمواقفك الشجاعة والإنسانية وسيذكرها أجيالنا ويخلدها تاريخنا ..
محمد محفوظ صالح بن سميدع
