ضاعت القضية
في وسط الزحام
توقف عن ترديد تلك الشعارات دون سابق إنذار
قال لنفسه : “ما الذي اقوم به هنا؟!”
تذكر خطورة الموقف الذي وُضِع فيه
رمى ما بحوزته من منشورات
مسح ما رُسِم على وجهه من ألوانٍ يُقال عنها أعلام!
هو مؤمن بتلك القضية، مؤمن ببراءةِ الشعب
ومؤمن بحرية الأرض
كافر بمن وُكّل بها
يعلم تلك الغاية الخفية
يراها في أعينهم، وخلف خطاباتهم الطويلة
تظهر على ابتساماتهم وفي تلك الوعود التي لن ترى الضوء على ايديهم!
صَحى من غفلته قبل فوات الأوان
ينظر إلى من حوله ينظر إلى أعينهم المشتعلة
حقد مرضي هذا ما رآه
*حدّث نفسه مستهزئاً : لمَ العجب هذا ما كنت أراه؟!*
تفننوا بغسل الأدمغة، تفردوا باختيار المفردات
علموا الطريقة المثلى ليصلوا إلى قلب هذا الشعب الرحيم
الكثير من الكلمات الطيبة والقليل من المساعدات
غرسوا التمييز و العنصرية،
كثرت الانقسامات بين أبناء الدولة والمدينة والقبيلة
لم يهتموا بالشعب واهتموا بما يُقال عنها قضية!
شعر بنار القهر تُشعل بصدره، يعلم أن الحديث لن يجدي
ولن يأتي إلا بموته، تخطى الزحام و تركهم خلفه وهو يردد *بنفسه : “ضاعت القضية!”*