الإثنين , مايو 6 2024

نقطة واحدة

 

نقطة واحدة

إنها أعوام الفوضى.. الفوضى المؤذية لهذا الشعب الذي يعشق التنظيم، فأن تتجول في شوارع أصبحت بين سنة و سنين مكبّا للنفاياث وتتغاضى عن تلك الروائح والمناظر وتتعايش معها، لماذا؟!

لأن الأمر ببساطة هكذا، و لأنَّا جميعًا رضينا به..
لم تعد النفاياث اكبر مشاكلنا بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من مناعتنا… نعم مناعة! هذه الخرافة التي يتداولها الشعب للتخفيف من وقع المصيبة كغيرها من الخرافات والدعابات والنكات السطحية التي لا تنقذ الموقف بقدر ما تجعلنا نرضخ لمأساويته..
.
.
.
الأمر لا ينتهي هنا وحسب لا نقطة تنهي السطر بل ثلاثة نقاط تَعِد بنهاية غير مكتملة ومنتظرة وفي الكثير من الأحيان هناك الفاصلة التي تسدي الخدمات العظيمة لهذا الشعب، فحين تتحسن بعض الحقائق لبعض الوقت نأخذ نفس طويل مريح ينسينا مرارة الأمس والغد، ثم نعود إلى الثلاثة نقاط وعلامات التعجب والاستفهام!
.
.
.
أود حقًا أن نتفق جميعًا للاعتراف بالمشكلة لأن الاعتراف بالمشكلة نصف الحل، نحن شعب مستسلم وراضخ يهمه قوت يومه وحسب، وبعض الوعود تفي بالغرض ليكمل سُبات أحلامه بخير؛ هاهو السيناريو الفاشل يعاود الكرة من سنة لأخرى،  باختلافاتٍ طفيفة وبزياداتٍ هائلة ونعاود استخدام ذات الحلول التي لا تَحل ولا تفيد في استئصال أصغر المشاكل..

وجب علينا أن نتحرك بطريقة أخرى وقبل هذا أن نعلم جيدًا ما هي حقوقنا وأعني بحقوقنا كافة الحقوق التي لنا ليست تيار كهربائي بساعات انقطاع أقل أو مشتقات نفطية بلتر زهيد أو عودة لقيمة الريال اليمني المحرر إلى ما كان عليه حتى لا يغدو الجميع تحت خط الفقر؛ ليست هذه هي حقوقنا و حسب هناك العديد من الأمور والحقوق التي غضضنا البصر عنها مرغمين، وها هو الوقت يحين لأن نطالب بها كافة ولأن تقدم لنا رغم التأخير وعلى طبقٍ من رضا!

حان الوقت لننهي المهزلة ولنقف أمام الصبر مضربين معتصمين، حان الوقت لنأخذ ما علينا رغمًا عنهم أجمعين
أكثر من خمسة أعوام ذقنا بها مرارة الحروب بكافة أنواعها، أما آن الأوان لنتذوق حلاوة السلم بكافة ألوانه ؟!

إنهُ وقت النقطة الواحدة و نهاية السطر مع أوجاع السنين.

عن ريم النهدي

Avatar

شاهد أيضاً

الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء

      الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء   كتب/سعود الشنيني في 25 أبريل 2024 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *