الأحد , أبريل 28 2024

لماذا فشلت أوروبا في مواجهة وباء كورونا؟

 

يقال : إن طريقة تفكير الإنسان هي من تقوده لاتخاذ قراراته فهل كانت العقلية الأوروبية والغربية بشكل عام سبب في الفشل الظاهر في التعامل مع هذي الأزمة ؟

الحقيقة إن أوروبا والغرب بشكل عام زادت عندهم بشكل ملحوظ مفهوم الحرية المطلقة والفردية ، وأن للإنسان حق القرار في أن يفعل أي شيء حتى لو كان هذا الأمر ضد كافة الأديان والأخلاق وما توارثته المجتمعات ، وتجد هذا المفهوم يزيد في دول منها ويقل في دول أخرى لدرجة أن بعضهم حارب منظومة الأسرة فكثر الأطفال الغير شرعيين ووصل بهم الحال إلى أن شرعت بعض دولهم زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة بل والإنسان بالبهيمة !

كل هذا منطقي ما دمت تدفع ضريبة ما دام في نظرهم أن ما تفعله لا يضر غيرك ! والضرر المقصود به ضرر مباشر كالاعتداء والضرب والاغتصاب وغيره
هذه العقلية الفردية جعلت سلطة الفرد أقوى من المجتمع وساهمت في صناعة الأنانية والرأسمالية القائمة على خدمة الفرد
هذه العقلية حين جاءت أزمة وباء كورونا وهو مرض سريع العدوى ينتشر انتشار النار في الهشيم بمعنى أنه لن يشاور الفرد حتى يقتنع بخطورته ! كورونا لم يجد أمامه إلا دول مكبلة بشعارات مثل الديموقراطية والحرية ومجتمع متشبع بعبارات ( الأنا ) الفردية فلذلك كان تجاوب الدول ضعيف وعاجز مع أنهم رأوا الصين منطلق الفيروس لعدة أشهر وهي تسعى في الحد من انتشاره بكل الوسائل لكن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر !؟

بالمقابل الصين البلد القمعي الشيوعي نجح في تجاوز الأزمة وخلت ووهان بلد الفيروس من حالات جديدة ومع أن الشعب تجاوز المليار
إلا أن الفيروس بعد إرادة الله ساهموا في التقليل منه بنسبة تزيد عن 90٪؜

الحقيقة أن الدولة ذات القرار في مثل هذي الأزمات أكثر نجاحا وهذا ما ما حصل في الصين ، فشدة الدولة وما تملكه من قوة في الحسم وفي ردع المخالف والطاعة المطلقة الموجودة والمرادة عند النظام الشيوعي أوصل الصين لهذا المستوى في تجاوز هذي الأزمة .
كورونا ببساطة يحتاج لمن يحسم لا من يشاور !
يحتاج لمن يتخذ قرار لا من ينتظر
لأنه ببساطة مرض يستهدف المجتمع ومن لا يملك إلزام المجتمع سيكون أكثر المتضررين منه !

هل سيستفيد الغرب من أزمة كورونا في مراجعة كثير من مفاهيمه التي قام بترويجها ؟
ربما فهم عموما من أكثر الأمم قدرة على التعلم من أخطاءهم !

بالنسبة للدول العربية نسبيا كان لها دور في الحسم وكانوا وسطا في التعامل مع هذه الأزمة ومن رحمة الله بهم أنهم اعتبروا بمن قبلهم من دول متقدمة

نجد هناك دول عربية اتخذت قرارات حازمة بشدة مثل المغرب والأردن ودول عربية كانت حازمة بتوازن واعتدال في معالجة الأزمة مثل المملكة العربية السعودية والكويت وهناك دول اتخذت قرارات أقل من ذلك ، بالمقابل نجد دول بطيئة في اتخاذ القرارات فمثلا اليمن التي من نعم الله عليها حتى الآن أن المرض ليس له انتشار للأسف تفقد الدولة القوية التي تلزم المواطن ، ولذلك يعول على وعي المواطنين بالدرجة الأولى وكل محافظة أو منطقة يعود الأمر فيها لمن يملك القرار فيها فمثلا المحافظ اللواء فرج البحسني محافظ حضرموت بعد كلمة مرئية موجهة للمواطنين تحدث عن خطورة كورونا ودعم لضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية وعدم الاجتماعات وطلب من العالم الوقوف مع بلاده ثم ذكر أنهم إذا اضطروا سيغلقون سوق القات !
وهذا أمر عجيب من مسؤول يرى العالم يجري للحد من هذي الأزمة !

وباء كورونا أظهر عظمة قدرة الله وضعف الإنسان ، وأظهر أيضا أن طريقة تفكير الإنسان تساهم في رسم ما عليه مستقبلا عند أي أمر طارئ وعند حدوث الأزمات !

*✍🏻 عبد الإله بن عيلي*

لماذا فشلت أوروبا في مواجهة وباء كورونا؟

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *