السبت , أبريل 27 2024

في ندوة (حضرموت الفاعل المغيب) ،،، النخب الحضرمية ترفض التغييب وتصر على حضورها الفاعل المستقل.

 

 

في ندوة (حضرموت الفاعل المغيب) ،،، النخب الحضرمية ترفض التغييب وتصر على حضورها الفاعل المستقل.

▪️صحيفة صوت حضرموت/ المكلا
خاص : م.لطفي بن سعدون.
المكلا : ٥يونيو ٢٠٢٢م.

حضرموت اسم يتلألأ في سماء التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة والفنون والعلوم والإنتماء للأرض والإنسان وكل ماهو مشرق في تجارب الإنسانية منذ ان خلق الله الأرض ومن عليها.

وبالأمس كنا في الفعالية الثقافية التي نظمها مركز المعرفة للدراسات الإستراتيجية الذي يرأسه الدكتور عمر باجردانه.
وشارك في الفعالية العشرات من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات والنخب السياسية والقبلية والشبابية من مختلف المكونات الحضرمية المستقلة والتابعة لمراكزها في عدن وصنعاء، وشاركت فيها النخب النسائية بحضور واسع وامتلأت بهم الصالة الوسطى من نادي متطوعون بالكامل.

وعلى مدى أكثر من ثلاث ساعات متواصلة استمع المشاركون الى ورقتين قدمهما الدكتور أحمد باحارثة بعنوان(حضرموت هوية ممتدة وثقافة منفتحة).
وقد عبّر د.باحارثة في ورقته وعلى استحياء، عن أنين النخب الحضرمية وأوجاعها ورفضها للمآلات التي أقحمت فيها حضرموت حتى يومنا هذا حيث قال (لقد عملت هذه الدولة اليمنية الجنوبية على طمس حضور حضرموت وإلغاء شخصيتها والتنكر لتراثها الثقافي والحضاري تحت دعوى غرس وتجذير الهوية اليمنية الجديدة العامة ، فقد سيطرت على حكومات مابعد الاستقلال رؤية ضعف إنتماء حضرموت الى النسيج اليمني العام وتولد عندها شعور نفسي ان الحضارم منعزلون عن سائر المحافظات.) وأشار ايضا في ورقته الى إن حضرموت تحتوي على مقومات متنوعة تشمل تمدد الأسم جغرافيا واجتماعيا والأصالة التاريخية والإمتداد الخارجي والحضور الشامل داخليا ، ما يؤهل هوية حضرموت وثقافتها لأن تشكلان حضنا يسع كل الخارطة المجاورة لها يكلله حضورها الكبير في المهاجر الحضرمية.

وقدّم الباحث محمد بافقير ورقته بعنوان(فيدرالية الكيان الوطني والمكون السياسي) ، تناولت فيها تفصيلا علميا بحتا عن النظام الفيدرالي للحكم والنموذج الاماراتي فيها ولم يبذل أي جهد لإسقاط هذا المفهوم على واقع حضرموت.
وتداخل حولهما إكثر من ١٥ مشارك أثروا الندوة، التي أدارها باقتدار الدكتور( صلاح بن مدشل).

وُسمت الندوة بعنوان *(حضرموت الفاعل المغيب )* ، وبالفعل كان معظم المشاركين في الندوة يئنون لما وصل اليه حال حضرموت من معاناة وآلام، ومخاض صعب لم يرى فيه مولودها النور حتى يومنا هذا، وبين الفينة والأخرى يلفحهم جحيم الأربعينية بحرارته النارية ورطوبته المرتفعة مع انقطاعات الكهرباء، لتذكرهم بمأساة أمهم حضرموت، التي أبكتهم ولازالت تبكيهم منذ سقوط استقلالهم في براثن التبعية للجنوب وبعدها للشمال ، قبل أكثر من نصف قرن.

حاولت الندوة بحرقة بالغة أن تضع الإجابات الشافية لأسباب تغييب دور حضرموت المتعمد، من مراكز التبعية المذلة للجنوب والشمال ، ولكن قيود التبعية وجاذبيتها لازالت أقوى من قوى الطرد ومحاولات التخلص منها بالكلية ، إلا إنه يبدو أن هذه الندوة قد فجّرت مكامن تساؤلات كثيرة في أذهان كل النخب المشاركة،،، لماذا هكذا حال حضرموت مغيبا في القرار والحضور السياسي والإعلامي المستقل و الفاعل؟؟

وستظل هذه التساؤلات تلاحقهم ، كما هي تلاحق كل أبناء حضرموت في الداخل والمهجر، وحتما سيصلون يوما إلى القناعة الراسخة بأن حضرموت لن تكون رقما فاعلا وشموخا لا ينحني وقوة لا تلين إلا باستعادة قرارها المستقل ونديتها للآخرين ورفضها للتبعية المذلة.

*هكذا كانت حضرموت عبر التاريخ وهكذا ستكون مستقبلا ، حضورا فاعلا ولامعا وليس مغيبا ومجهولا. وإنّ غدا لناظره قريب.*

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

لا فرق بين أطماع الجنوبيين والشماليين في حضرموت

    لا فرق بين أطماع الجنوبيين والشماليين في حضرموت نشر موقع شبوة برس وهو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *