السبت , أبريل 27 2024

إلى اين نحن متجهون ؟

 

 

إلى اين نحن متجهون ؟

 

كتب / امين بن كده الكثيري

في بلد لا يصل الطعام والدواء فيه للمحتاجين له، والتلاميذ خارج فصولهم الدراسية قصرا، والمؤسسات الصحية لا تعمل، صرخات الظلم تتولد وتتكاثر وتتناسل في قلب كل حضرمي في داخل حضرموت المبتلاة بالصراعات والحروب والكوارث التي هي من صنع ايدي عبثت بالتاريخ، ثم فشلت في إدارة التنوع وإحداث تنمية متوازنة، اليوم تغرق حضرموت واليمن ، في بحر الجوع والظلم وعدم توفر الخدمات الأساسية المنقذة للحياة. فلا تستغرب ان ترى اليوم خريج ثانوية عامة يولّى منصب ويقوم بتهديد تربوي بالسجن..! بينما الفاسدين وناهبي أموال الشعب لديهم الحصانة من المسائلة!
ولا تستغرب ان ينزل شباب تتحكم فيهم مكونات سياسية فاشلة وتحركهم قبل سنوات ضد مسؤول لانقطاع الكهرباء لساعتين واليوم لا نجد كهرباء ولا تعليم ولا صحة ومع ذلك اختفى هؤلاء المستأجرين وضاعت مع استئجارهم كل طموحات وآمال المخلصين من هذا الشعب، ان المجد يبنيه من يؤمن بالغد، وليس من يعلق على الأحداث. التاريخ يكتبه من يتقدم لإنقاذ الأرواح وتضميد الجراح، وليس من يوزع شهادات الوطنية في سوق المستأجرين والفشلة من على رفوف منصات التواصل الاجتماعي.
عجز الحوثي في الانتصار في شمال اليمن ، فعاقب الشعب هناك، واستل سلاح الظلم والقمع والقهر والسلطة غير العادلة في وجه البسطاء، ونهب حتى المساعدات الإنسانية لهم وقام ببيعها، وفي جنوب اليمن يقوم الانتقالي بممارسة سلطة الجلادين ، ولا يسنها إلا ضد الحفاة العراء من الفقراء والمساكين.
إن التحديات التي نواجهها اليوم في حضرموت واليمن ليست مجرد تحديات لوجستية ولكنها متجذرة بعمق في الظلم المنهجي الذي يمنع الخدمات الأساسية من الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. كسلاح جديد قديم يعبّر عن إفلاسهم، ويزيح الستار عن وجههم القبيح الذي يتلذذ بالقتل بالحرمان أو المدافع او بالجوع، إن الجوع ونقص الرعاية الطبية والحرمان من الضروريات الأساسية ليست كوارث طبيعية، بل هي كوارث من صنع المليشيات المتصارعة في اليمن.
وحضرموت تدفع الثمن كحضارة وهوية وتاريخ ضم قصرا لليمن في 1967م وما يعمل بها هو تنفيذ نفس السياسة ، وتتفاقم وتتعقد بسبب سلطة الأمر الواقع الذي يحاول فرضها الانتقالي وعناصر صالح والاخوان وتفرضها مليشيات الحوثي أيضا في مناطق سيطرتها وهي السياسة الظالمة التي اختارت عرقلة جهود الإغاثة كوسيلة لممارسة السيطرة وإلحاق الأذى بالمواطنين باعتبارهم حواضن للدعم السريع.
نحن متجهون الى هاوية سحيقة والى وضع كارثي اذا ما استمر هذا الشعب المغلوب على امره يتغاضى والبعض يتماشى عن العبث الذي تمارسه المليشيات الحوثي في الشمال والانتقالي في الجنوب وخلفهم اذرعة المؤتمر والاخوان المسلمين، لم يتعض الشعب الحضرمي واليمني من ستين سنة من الفشل خلف هؤلاء المرتزقة باسم الأوطان الذين يبيعون للعشب شعارات وينهبون منه مستقبله ومستقبل أجياله بل يسحبونه سحبا للموت اما بالجوع او الرصاص او القهر او السجن.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

لا فرق بين أطماع الجنوبيين والشماليين في حضرموت

    لا فرق بين أطماع الجنوبيين والشماليين في حضرموت نشر موقع شبوة برس وهو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *